نقد الحداثة عند حنا أرندت من منظور أنثروبولوجی

Abstract
الملخص : لقد کان مشروع عصر التنوير بمثابة تأسيس للحداثة الغربية ، ومن أهم الأسس التي قامت عليها الحداثة العقل والحرية والعدالة واحترام کرامة الإنسان وحقوقه، بهدف التخلص من الظلم الذي ظل يعاني منه الإنسان ومن مختلف أشکال السيطرة التي عرفها في ظل المؤسسات الدينية والسياسية التي کانت سائدة في أوروبا في تلک الفترة. غير أنه وفي خضم التطور التاريخي تبين أن المشروع التنويري أًصبح أبعد عن تحقيق المبادئ والقيم الإنسانية التي قام عليها. فلم تعد الحداثة قادرة أو مؤهلة علي تحرير الإنسان من مختلف أشکال السيطرة التي أصبحت تهدد وجوده، وخاصة في ظل النظم الشمولية ، حيث اختفت الحرية وغاب العقل وانقلب التقدم بمفهومه الإنساني إلي انحطاط شامل، وهذا ما دفع أرندت إلي نقد الحداثة وما نتج عنها من أنظمة استبدادية تحديدا النظام الشمولي من أجل إعادة إنسانية الإنسان، حيث استطاعت الأنظمة الشمولية بتحويل الأفراد إلي نماذج حيوانية ـ بشرية، وذلک عندما قامت بالقضاء علي التعددية والتلقائية والفاعلية البشرية.