Abstract
جاءت هذه الدراسة التي بعنوان : ( الحجاج القرآني للکفار وأثره في تحقيق معنى الإخلاص في سورة الزمر ) لتکشف طريقة النظم الکريم في توظيف أساليبه لتحقيق مقاصده ومراميه ، فالسُّورة القرآنية لها مقصد وغرض ، سارت نحوه بکلِّ بنائها : ( مفردة وأسلوبا ونظما ) ، مُجسدة الإعجاز القرآني في أبلغ صوره ، وأکمل أحواله . وقد کان مِن مقاصد النَّظم التي اشتمل عليها کتابه الکريم تجسيد معنى الإخلاص ، وذلک بأن يخصّ العبد ربَّه بالعبادة ، ويفرده وحده دون غيره مِن سائر المخلوقات بالوحدانية ، فکانت سُورة الزُّمَر مِن مطلعها إلى خاتمتها لهذا الغرض ، الذي يُجلّي عظمة الذَّات العليَّة ، التي مِن أجلها شُرعتْ العبادة ، وأُوجبتْ الطَّاعة . وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج من أبرزها تبيان ما للإخلاص من أثر واضح في خصوصية الحجاج القرآني ، حيث إنه قد آثر من الأساليب أو الآليات الحجاجية ما يتفق وطبيعة تحقيق هذا المعنى في الأفهام ، فأسلوب الفرض والتقدير من أقرب الطرق التي تحقق هذا المعنى ، لما فيه من دلالة التأبيد المطلق ، فضلا عن ما يشتمله الأسلوب من المبالغة والتحقيق والتأکيد . وطريق الاستدلال يدفع بالبرهان الساطع ما قد يتوهم أن غير الله ـ سبحانه...