شهد الربع الأول من العام 2018 تصاعدًا کبيرًا في التوتر بين دول حوض شرق البحر المتوسط؛ ولاسيما بين ترکيا وجمهورية قبرص من جهة، ولبنان وإسرائيل من جهة أخرى؛ وذلک نتيجة التنافس القائم بين هذه الدول على استغلال الموارد الطبيعية الموجودة في هذه المنطقة، وفي مقدمتها الغاز الطبيعيّ. وعلى خلفية هذا التوتر والتحالفات التي نتجت عنه فإن التنافس بين دول حوض شرق البحر المتوسط وخاصه جمهوريه مصر العربيه وقبرص وإسرائيل فقد يتطور ليشکل نواة صراع جديدة بمحددات جيوسياسية وإستراتيجية مختلفة؛ ولاسيما في ظل حالة التعقيد التي تحيط بالتطلعات السياسية والاقتصادية لهذه الدول للحصول على مزايا المرکز الإقليميّ للطاقة في هذه المنطقة الحيوية (منطقه شرق المتوسط) التي تتشابک فيها الحدود المائية والمصالح المختصة بالطاقة؛ حيث سعت العديد من الأطراف الإقليمية والدولية إلى تحويل وجهة مجريات هذه القضية المعقدة بما يحفظ لهذه الدول مصالحها، وأضحى ذلک مؤثرًا فيما يتعلق بحقول الغاز الطبيعيّ المکتشفة حديثًا مثل حقل ظهر في مصر وافروديت في قبرص في منطقة حوض شرق البحر المتوسط.