الإنسان بين الغرابة والاغتراب في الفلسفة اليونانية

Abstract
إن الإنسان يحيا وسط أبعاد ثلاثة رئيسة، هي: الداخل، والخارج، والفوق، ويبدأ اتزانه النفسي من البعد الداخلي؛ فالإنسان ذات عميقة، تحيط بها الوحدة، والعزلة، والانطواء، والتأمل، والتفکير العقلي، والاستنباط، والضمير، والوعي؛ فالعالم الداخلي هنا أشبه (بالقوقعة)، التي يؤثر بها الإنسان الاحتماء من العالم الخارجي الذي يعني المخاطرة، وإمکانية التعرض للتشويه. ومن ثم، يصبح الإنسان، في بعض الأحيان، ذلک الموجود الغريب الذي لا يتکيف مع العالم، ولا يتحقق بينه وبين عالمه أي توافق. فيصبح (منفصلاً) عن العالم بصورة أو بأخري. ويمکن القول: إن إحساس الانفصال هذا يتأرجح بين (الغرابة Strangeness) و(الاغتراب Alienation)؛ فيصبح الإنسان تارة (غريباً)، وتارة (مُغترباً). وعلي الرغم من تشابه المصطلحين معاً إلي حد ما، واتصالهما بالأبعاد نفسها، إلا أن هناک اختلافاً لغوياً، واصطلاحياً بينهما، وقد عبرت کثير من النظريات الفلسفية، والأعمال الأدبية عن هذا الاختلاف، وما يتصل به من قضايا. - إشکالية الدراسة:تکمن في محاولة التعرف علي مفهوم کل من: (الغرابة)، و(الاغتراب)، والوقوف علي الأبعاد البعيدة للاغتراب الإنساني، ومعرفة أهم النماذج المُعبرة عن شخصية...