(الحركة الموضعية في الخطاب القرآني وأثرها في الدلالة (دراسة بلاغية تحليلية

Abstract
لا شك أن رصد الخواص التركبية لصياغة الخطاب القرآني يساعد على الوصول إلى الدلالة، ولا أعني بالدلالة هنا الناتج الأول من الصياغة؛ لأن هذا الناتج يتحقق غالباً في أي مستوى تركيبي، جاءت الصياغة فيه على النمط المألوف، وإنما أعني الناتج الثاني، أو ما أطلق عليه عبد القاهر الجرجاني (المعاني الثواني) التي لا تبرز إلى حيز الإدراك العقلي إلا عندما تتلون الصياغة بإمكانات تعبيرية، وتحركات تركيبية، ومن المؤكد أن (المقام) يمثل أساس الدلالة، وافتقاده يؤدي إلى ورود مفردات متناثرة لا تحكمها علاقة ما؛ لأنها لم ترتبط بمقام يربط بين عناصرها، وعلى هذا فإن أية عملية تحليلية للصياغة لن تكون مُجدِية؛ لأنه من الضروري تصور المقام بهذا التحليل، ومع تصور هذا المقام تأخذ الصياغة أشكالاً متمايزة في حركتها التركيبية، حيث تمتد في اتجاهات مختلفة منها ما يذهب طولا، ومنها ما يذهب عرضا ومنها ما يأخذ عمقا موضعياً، وهو ما آثرت تسميته هنا بالحركة الموضعية. ولا شك أن تتبع أثر تلك الحركات يعين على فهم دلالة الخطاب القرآني. من هنا جاءت هذه الدراسة الموسومة: "الحركة الموضعية في الخطاب القرآني وأثرها في الدلالة، دراسة بلاغية تحليلية". وقد...