حدیث «معاذ بن جبل فی الاجتهاد» بین التّصحیح والتّضعیف سندًا والقبول تلقیّا

Abstract
الملخـــص إنَّ العملَ بالحديث الضّعيف، إذا تلقّاه النّاس بالقبول وعملوا به، منَ المسائل الّتي بحثها العلماء عامّة من محدّثين وفقهاءَ وأصوليّين، ولهم فيها أقوال مشهورة، وبُنِيَتْ على ذلک أحکامٌ في الأصول والفروع، وربّما جعلها البعضُ قاعدةً مطّردةً، وتوسّع في تطبيقاتها، ومن هذه الأحاديث حديث «معاذ بن جبل في الاجتهاد»، فقد تردّد على ألسنة کثيرٍ منَ العلماء أنّه لم يثبت من حيث السّندُ، ولکن تلقّاه العلماء بالقبول واشتهر شُهْرة أغنت عن طلب صحة الإسناد. وفي هذه الدّراسة تحريرٌ لأقوال العلماء في هذا الحديث، هل کان احتجاجهم به بناء على صحته من حيث السّند والمتن أو بناء على تلقي أهل العلم له بالقبول والعمل بمقتضاه. فالقواعد الّتي وضعها علماء الحديث، لنقد السّند والمتن، الغايةُ والهدفُ منها معرفة المقبول منَ المردود، فإذا وجدنا أهل العلم قد قبلوا حديثًا وعملوا به فإنّ الغاية الّتي من أجلها وضعت تلک القواعد قد تحقّقت، والثّمرة المرجوّة قد حصلت، وهذا هو المطلوب أيًّا کانتِ الوسيلة في الوصول إليه. فالحديث إذا کان في إسناده شيء منَ الضّعف - ما لم يکن سبب ضعفه کذب راويه أوِ اتّهامه بالکذب، أو فِسْقُه، أو...