المقاومة الشعبية في القسطنطينية ضد الهون عام 558- 559 م

Abstract
على الرغم من إصلاحات کل من الإمبراطور دقلديانوس، ومن بعده الإمبراطور قسطنطين الکبير، في مجال الحکم والإدارة، إلا أن العناصر المؤثرة في الدستور الإمبراطوري طلت کما هي. فإلى جانب الإمبراطور کان هناک مجلس الشيوخ (السناتو)، والجيش الذي کان المعِّبر الدائم عن المواطنين الرومان، على الرغم من تغلغل الکثير من العناصر الجرمانية فيه، ثم بدأت تظهر إلى جانب هذه العناصر عناصر جديدة مثل الکنيسة، التي کثيرًا ما حملت على عاتقها ترجمة الإرادة الشعبية. وکان هناک عامل آخر، إلى جانب الکنيسة، ألا وهو الشعب نفسه، وتحت اسم دولة الرومان أصبح الشعب يشعر بأنه عضو في جسد دولة کبيرة، ومن ثم تمسک هذا الشعب باسم الدولة (الرومان) أکثر من تمسکه بالاسم القومي. (الهليني)؛ فقد أصبح هذا الشعب على وعي بأنه روماني؛ لذلک نجده کثيرًا ما کان يعبِّر عن رأيه تجاه الأمور العامة، وأصبح عاملا لا يجرؤ أحد على تجاهلهفقد شارکت عناصر السناتو والجيش وشعب القسطنطينية في الحياة السياسية البيزنطية، بل وکانت لهم سلطة المشارکة في اختيار الإمبراطور نفسه، وعلى الرغم من أن کل عنصر من هذه العناصر کان يمثل مرکز الثقل في الحياة السياسية لفترة زمنية، ثم يأتي...