مفهوم السُّنة عند بدیع الزمان سعید النورسی

Abstract
لقد أولي بديع الزمان سعيد النورسي أهمية خاصة للسُّنّة النبوية في کافة مؤلفاته وأکدّ في أکثر من موضع بها علي أن غايته هي إحياء السنة والمحافظة عليها. فالسنة النبوية، وفق ما يؤمن به النورسي، مثل بوصلة القبلة التي تهدي وتوجّه الحياة الفردية والاجتماعية للإنسان المسلم، بحيث وصف النورسي السنة المطهرة بمرشد الحياة وهو يقف علي مفهومها وأهميتها بشکل أکبر من جانبها الفني (الأصول). ولعل استشهاده بالعديد من الأحاديث والتوجيهات النبوية يبرهن بشکل قاطع علي غنى ثقافة الحديث الشريف لدي هذا العالم الجليل. ومن الموضوعات الهامة التي يجب الوقوف عليها عند الحديث عن السنة النبوية علاقتها بالإيمان والعبادات ووظيفتها في استمرار الحياة المستقيمة وکونها آمن طريق للنجاة في أصعب الظروف وأکثرها ظلمة. فسعيد النورسي يرجع إلي السنة النبوية بصفتها أکثر الطرق ملاءمة للعقل والقلب والروح في مواجهة البدع والضلالات. ولقد ربط النورسي بين إتباع السنة المحمدية والإيمان وحب الله جل جلاله، ويشير إلي أن إنکار السنة أو الإعراض عنها بمثابة خسارة وأن إهمالها يعتبر سببًا مؤديًا للحرمان من ثواب إتباعها وشفاعة النبي (صلى الله عليه وسلم)...